كاميرات المراقبة والحفاظ على أمان منزلك

حيث يتوجه المرء اليوم تصادفه كاميرات مراقبة مثبتة على الجدران والمباني وفوق البوابات والمداخل وقاعات الانتظار وصالات المطارات ومحطات القطارات وبعض وسائل النقل العامة، وحتى داخل المنازل، حتى وصل عددها في العالم حسب دراسة أعلنت في مارس الماضي إلى 770 مليون كاميرا. وعلى الرغم من الاتفاق على أهمية دورها في تعزيز أمن وحماية المرافق العامة أو الخاصة أو المنازل ، ألا أن هذه الكاميرات التي تأتي بمواصفات مختلفة وتقنيات عدة تسهم في الحد من الجريمة ، وتعزز الأمن وترصد المخالفات والجرائم والانتهاكات ، تظل كاميرات المراقبة إحدى أفضل الاختراعات في القرن الحديث، أو بمعنى أصح إحدى أفضل محاولات التطوير لاختراعات سابقة كالكاميرا والمسجل والعدسات وأجهزة الإنذار وغيرها من أمور تم جمعها في جهاز واحد، وربطها بالتقنيات الإلكترونية الحديثة عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وتتعدد تلك الكاميرات من حيث الصلاحيات والخواص والمميزات المتعددة وبساطة عملها، وكيف أنها على زهد ثمنها هذا يمكنها حماية منزل أو محل تجاري أو غيره من مؤسسات هامة تتطلب الأمن والأمان طوال الوقت، ولا شك استعمال كاميرات المراقبة خارج المنزل أيضًا وليس داخله فقط من الأمور التي شكلت طفرة كبيرة في أمن المدن عامةً، حيث أن بعض الجهات الرسمية في بعض الدول أمرت بأن يتوافر على مدخل كل بناية كاميرا مراقبة لحفظ الأمن والأمان به، ومساعدة الجهات الأمنية المعنية في تعقب أي مجرم والقبض عليه وحفظ الأرواح واسترجاع الحقوق في أسرع وقت ممكن.
خصائص كاميرات المراقبة المختلفة
تتعدد خصائص ومميزات كاميرات المراقبة المنزلية لتشمل مواصفات وصلاحيات عديدة تتفاوت في جودتها حسب نوع كل كاميرا وماركتها وبلد المنشأ وسعر الكاميرا وغيرها من معايير، وفيما يلي تلخيص لبعض تلك الخواص:
ـ دوران الكاميرا وتوجيهها : يمكن في الغالب توجيه معظم الكاميرات سواءً عن بعد أو بشكل يدوي، ولكن الشائع أيضًا وجود كاميرات بمكونات داخلية حساسة تلتفت تلقائيًا لأي ضوء مفاجئ أو حركة مفاجئة داخل المنزل، وبالتالي يمكنها كشف محاولات السرقة وغيرها، ولكن خبراء التأمين ينصحون بتركيب الكاميرا في بادئ الأمر في زاوية مناسبة تتيح لها كشف المنطقة بالكامل بشكل واضح، حتى وإن تعطلت خاصية كشف الحركة وقدرة الكاميرا على الالتفاف والدوران، يكون في الإمكان التقاط ورصد كافة المثيرات.
ـ جودة التصوير : تختلف جودة تصوير كاميرات المراقبة المنزلية سواء الموجودة داخل المنزل أو خارجه حسب عدة معايير كما أوضحنا من حيث السعر والماركة وبلد المنشأ والهدف من استعمالها وغيرها من أمور، ولا شك دقة التصوير ومدى جودة التقاط الفيديو وتخزينه هي دلالات لابد من توافرها في كاميرات المراقبة خاصة التي يتم تركيبها خارج المنزل؛ حتى تتحمل مختلف الظروف الجوية وتكون قادرة على الرصد مهما كانت الضبابية أو الضوء الشديد.
ـ التخزين والتوثيق : تختلف الكاميرات من حيث قدرتها على حفظ وتخزين المقاطع المرصودة لفترات محددة أو إلى ما لا نهاية، ويكون ذلك إما بفضل الذاكرة الداخلية بها أو بأي جهاز هارد موصلة به، وكذلك التخزين على شبكة الإنترنت في محفظة سحابية مخصصة لذلك، وتتنافس الشركات في عرض وتوفير تلك المميزات بشكل أو بآخر لتنال استحسان العملاء، ومن هذه الشركات من يعرض تخزين المقاطع المصورة بمقابل شهري يتم دفعه، أو أن يكون الدفع هذا لمرة واحدة عند الشراء، أو في بعض الأحيان يتم تخزين المقاطع المصورة لفترة محددة ويتم بعدها الحذف والإحلال بمقاطع جديدة، وفي النهاية على العميل الاختيار بين أفضل تلك التقنيات وفق حاجته الأساسية لها.
ـ التوجيه الصوتي : وهذه الخاصية لا تتوافر في كل أنواع كاميرات المراقبة ، ولكنها مفيدة في أن يتعامل الشخص مع الكاميرا باستعمال الأوامر الصوتية لالتقاط صور أو الالتفاف جهة اليمين أو اليسار أو ما إلى ذلك، وهي ميزة وإن كانت ترفيهية أكثر منها جادة لكنها تفيد بعض من ضعاف المعرفة التقنية، ولكن في الغالب لا ينصح بالإفراط في استعمال مثل تلك الخاصية؛ إذ أنها قد تتضرر سريعًا وتضر بنظام عمل الكاميرا.
ـ التركيب اللاسلكي : تتوافر العديد من كاميرات المراقبة المنزلية بخاصية التركيب والاتصال اللاسلكي، ومن خلال تلك الخاصية يمكن تركيبها في أي مكان مناسب دون الارتباط بمشاكل المساحة وأطوال السلك وتشويه المنظر العام داخل المنزل وما إلى ذلك من أمور، وهذه الخاصية مفيدة جدًا في أن الكاميرا قليلة التعرض لأعطال بسبب انقطاع الأسلاك الموصلة.
ـ تطبيق الموبايل : توفر معظم شركات تصنيع الكاميرات تلك خاصية ربط الكاميرا مع الموبايل من خلال تطبيق على يتم تنزيله على الهواتف الذكية على اختلاف أنواعها، ولكن في بعض الأحيان لا تتمكن التطبيقات تلك من التعامل مع مختلف صلاحيات الكاميرا وهو ما يستدعي التجربة قبل كل شيء، وفي الغالب يوفر التطبيق بعض الخواص التحكمية لصاحبها مثل التقاط الأصوات أو التقاط الصور أو الالتفاف والدوران أو تفعيل نظام الرؤية الليلية، أو إصدار صوت إنذار، وتحديد الحركة والوجه، وغير ذلك العديد والعديد من الخيارات.
ـ ثمن الكاميرا : تختلف أسعار تلك الكاميرات من بلد لآخر حسب سعر العملة المحلية، ولكنها في الغالب رخيصة كثيرًا بالقدر الذي يتيح استعمالها لحماية ممتلكات أثمن من ثمنها بكثير، حتى أن عامة المواطنين باتوا يشترونها بكل بساطة لا يعبأون حملًا بسعرها الزهيد.
ـ مجال ومساحة الرؤية : تلك الخاصية أيضًا تتفاوت من كاميرا لأخرى من حيث فتحة العدسة ومدة قدرتها على التقاط زاوية أو اتجاه أو قطاع عرضي من المنزل أو الشارع أو أن تلتقط المنطقة ككل، وبالطبع كلما اتسع مجال الرصد والمراقبة، كلما كانت الكاميرا أفضل، وهذا أيضًا يوفر كثيرًا بدلًا من شراء كاميرا أخرى يتم توجيهها لاتجاه آخر كي تغطيه، وبالإضافة لسعة عدسة الكاميرا نجد أن زاوية الرؤية تشكل المعيار الأكبر للحصول على مجال ومساحة رؤية أفضل.
ـ حركة الكاميرا : تمتلك بعض كاميرات المراقبة خاصية الحركة التلقائية لمجرد التعرف على مصدر ضوء أو مصدر حركة غير معتاد ومفاجئ، وتلك الكاميرات ذكية وتعتمد على أجهزة حساسة للاستشعار عن بعد، وبإمكانها القيام بتلك الوظيفة على الوجه الأكمل، وفي الوقت ذاته بالطبع يمكن لمالك الكاميرا التحكم في حركتها وتوجيهها إما بشكل يدوي، أو من خلال تطبيق الهاتف والأوامر الصوتية التي يتحكم بها.
ـ الرؤية الليلية : وهي من أهم الخواص في تلك الكاميرات الحديثة، فقد ظهرت الأجيال الأولى من كاميرات المراقبة ولم تكن توفر تلك الميزة، حتى أن الكثير من الأعمال الإجرامية ارتُكِبَت في الليل للحيلولة دون وجود إضاءة تكشفهم أمام الكاميرات، بينما الجيل الحديث من كاميرات المراقبة يتيح التقاط الصور والفيديو في حال كانت الإضاءة خافتة للغاية أو حتى منعدمة؛ وذلك بالاعتماد الكامل على عدسات وخواص فيزيائية معلومة للمتخصصين.
ـ التقاط الصوت : وهي خاصية غير متوافرة في جميع الكاميرات، ولكن بإمكان الشخص طلب تسجيل صوتي للمنطقة المحيطة بالكاميرا، وهذه الخاصية مفيدة للغاية لبعض الكاميرات التي لا تملك خاصية الرؤية الليلية، ولكنها تلتقط أصوات بعض الخارجين عن القانون عند محاولاتهم اقتحام المنزل مستغلين الظلام الدامس الذي يشمل المنطقة، كما يمكن للشخص ذاته أن يوجه رسائل صوتية للكاميرا أو للمحيطين بالمنطقة كنوع من الرسائل التحذيرية.
ـ تأمين الكاميرا : بما أن الكاميرا تعمل بشبكة الإنترنت للتواصل بين صاحبها عبر تطبيق هاتفي، فإنها قد تتعرض للاختراق من قبل متخصصين في تلك الجرائم الإلكترونية، ولكن الشركات استطاعت توفير وسائل تأمين جيدة للغاية تمنع أحدًا من التنصت على الكاميرا ومشاهدة المنزل من الداخل أو إصدار أية أوامر للكاميرا على عكس طلب صاحبها، وتعتبر خاصية الصوت الذي يمكن للكاميرا تسجيله في المنطقة المحيطة بها أحد أفضل الحلول للتعرف على محاولات الاختراق أو الالتفاف حول مجال رؤية الكاميرا، وفي السياق ذاته نجد أن تطبيق الهاتف المتصل بالكاميرا من أفضل الأمور التي تمت برمجتها في نظام عمل الكاميرا بهدف إظهار كافة محاولات الاختراق من أجهزة أخرى وتنبيه صاحب الكاميرا، الذي في الغالب يملك شفرات خاصة به لا يمكن لأحد التنصت على الكاميرا بدونها، كما أن تلك التنبيهات والمحاذير التي يتسلمها الشخص على هاتفه، يمكن أيضًا إرسالها لأشخاص آخرين يحددهم هو لضمان سرعة الاستجابة لأية استغاثات أمنية.
ـ الشحن الاحتياطي : في بعض الأحيان فيما يتعلق بالكاميرات السلكية، يستغل الأشرار فرص انقطاع الطاقة الكهربائية عن الحي ليبدأوا خطتهم في التسلل والتعدي على حرمات المنازل من سرقة واعتداءات وما إلى ذلك، ولكن ميزة الشحن الاحتياطي أو البطارية الاحتياطية تعتبر أحد أفضل السبل لتأمين عمل الكاميرا وتوفير مناخ عمل دائم ومستمر طوال الوقت حتى في ظل غياب الكهرباء، وقد تستمر القدرة على العمل لعدد من الساعات لا بأس به، وبعد عودة التيار تبدأ البطارية في الشحن من جديد وتخزين الطاقة لحين التعرض لظرف طارئ آخر تحتاج فيه الاستعانة بطاقة احتياطية.
ـ المراقبة عبر الإنترنت : كان فيما مضى يتم تركيب كاميرات المراقبة وتوصيلها بشاشات أو أجهزة تخزين لتحفظ المقاطع التي تلتقطها الكاميرا، ولكن مع التطور التقني والتكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم، أصبح من البديهي استعمال شبكة الإنترنت في الاتصال بتلك الكاميرات؛ وبناءً عليه أصبح من المتاح عرض كل ما ترصده الكاميرا والتعامل معها من أي جهاز حول العالم بمجرد الدخول على الموقع الإلكتروني أو التطبيق المتاح لذلك، وهذا الأمر بالطبع يتطلب وجود سرعة إنترنت عالية وتكلفة مدفوعة مقدمًا للشركة المصنعة أو حتى تكلفة اشتراك شهري أو سنوي، ولكن يبقى في النهاية هذا الأمر من التطورات الغاية في الأهمية، خاصةً وأنها سهلة الاستخدام والتعامل، ولم تعد هنالك حاجة للسبل التقليدية من حيث مراقبة شاشة تلفاز متصلة بالكاميرا والمكوث أمامها والتعامل المادي واليدوي وغيرها من أمور عفا عليها الزمن، ومن أجل ربط كاميرات المراقبة بالأجهزة العارضة لها فإنه يتم دمج الاثنين على سيرفر واحد تحدده الشركة مسبقًا، ويمكن لكل من يملك كلمة السر للدخول على هذا السيرفر والتحكم في الكاميرا وتوجيه الأوامر لها ورؤية كل ما تبثه بشكل مباشر على مدار اليوم والساعة وبكل دقة.